|
إضاءة على كيفية استعمال اللغة في مواقف التواصل الضدية
![]() إضاءة على كيفية استعمال اللغة في مواقف التواصل الضدية ..فأذكِّر بأنَّ ما يكتبُ او يُتكلَّم به هو نتاج الفكر والصورة الثقافية للكاتب او المتحدِّثِ، ولغتنا العربية والحمد لله من اكثر اللغات الحيَّةِ تنوعًا في المفردات ، ولذا انصح زملائي وأصدقائي انتقاء الالفاظ والتعبيرات اللغوية ، الجميلة التي تتواءم ، ومؤهلاتهم العلمية ، ومنزلتهم الاجتماعية، والابتعاد ما امكن عن استخدام الكلمات النابية ، في مواقف النقد والتجريح ، ففي لغتنا الجميلة ما يمكن بها توصيل الرسالةًوتحقيق الهدف من التحدث او الكتابة بصورة أكثر رقيًّا ،وترفُعًا عن الفحش في القول والكتابة. وليكن تركيزنا على توظيف الصور الخطية والصوتية الجميلة للغة ، لتبقى لغة القرآن الكريم لفظًا ودلالة مصونة، بعيدة عن الفحش ، سامية حتى في مواقف التجريح ، والصراع والآلام ، ولكي يبقى ما ينتجه الدماغ من معانٍ وافكار ٍ، في القمة والسَّنا والمنزلةِ، بما ينسجم وتكريم الله لنا بأن منحنا العقل الذي به نفكر ، ومنحنا القدرة على النطق خلافنا لجميع المخلوقات؛ لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم... . ولقد كرّمنا بني آدم ....؛ بالنطق والعقل والتمييز. ولذا دعونا نعاتب وننقد ونجرِّح إذا لزم الامر ، باستخدام اجمل الالفاظ والعبارات وارقِّها إن امكن ، ففي ذلك توظيف جميل للغتنا المقدَّسة ، واحترام لذواتنا ، بالدرجة الثانية ، وتمكين لنا في الوقت ذاته من توظيفها بفاعلية عبر مواقف الحياة المختلفة. فضلا عن اعطاء متعلميها من غير الناطقين بها أنها لغة مقدّسة بكل ما تعنيه الكلمة من دلالات واستخدام فعلي وملموس، ويظلُّ الانموذج العملي في استخدام اللغة هو الاكثر تأثيرًا وجاذبية في مجال تعلم اللغات الحية . فكن عزيزي الأنموذج الحيِّ ، الجميل في استعمال اللغة في مواقف التواصل سواء اكان ذلك في مواقف التعلم او التواصل، سواء اكانت تحريرية خطية ام شفوية . واخيرًا اقول : إنَّ الاهتمام بالجانب الجمالي من الشكل في اطار التعبير والتواصل ؛ هو احد مؤشرات التمكن الاساسية من اللغة ، وامتهارها وفق هذا المنظور الجديد الذي احاول ان القي عليه شيئًا من الاضاءة ، لعل في ذلك ما يساعد الناشئة ، والمتواصلين باللغة العربية من تعميق وعيهم بضرورة توظيف جماليات لغتهم في تحليل المواقف السلبية المؤلمة ونقدها ومعالجتها بعيدًا عن الوان الشتم والسباب والاستهزاء ، والتجريح ، والذي لا يجني منه المتحدث او الكاتب سوى تعميق الجراح ، واستقطاب المطبلين ، والمتزلفين بعيدًا عن تقديم الحلول الناجعة، و المنطقية الرادعة ، او احداث تغييرات ملموسة او تصورا توعوية نافعة. وقد يسهم هذا التصور الجديد في تحسين استعمال اللغة بفاعلية ، في المواقف المضادة ، ومواقف الخلاف بين الافراد والمجتمعات والدول، حيال القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك. تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع 'ألوان للثقافة والفنون' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
اختر هنا لادخال التعليق |