|
تجربتي مع كورونا
![]() تجربتي مع كورونا بدايةً في تاريخ 11 آذار (مارس) قررت جهة العمل ومعظم الجهات الحكومية في الإمارات تحويلنا إلى العمل عن بعد والتزام البيت وتم وقف المدارس وفرض حظر ليلي في كافة أنحاء الدولة، وأنا باعتباري في قسم الإعلام المحرر المسؤول عن المحتوى العربي فقد كنت معنيا بتوجيه رسائل يومية توعوية لكافة الموظفين، وموافاتهم بتوجيهات الحكومة أولا بأول، وكان من الأولى أن ابدأ بنفسي وبيتي، فاعتزلنا العالم تماما، وأغلقنا بيتنا علينا وكان الجو ما يزال جميلا في الإمارات وفي إمكاننا قضاء بعض الوقت في البلكونة (المنفس الوحيد لنا)، وكنت أخرج إلى أقرب مركز تجاري مرة واحدة فقط كل عشرة أيام وحدي لشراء مستلزمات البيت الضرورية، مع كافة الإجراءات الاحترازية من كمامات وقفازات ومعقمات، وكانت المراكز التجارية وما زالت تتشدد في الإجراءات والمخالفات طبعا (3000) درهم كفيلة بإجبار الناس على الالتزام، من منطلق قول الشاعر جبران: الخيُر في الناس مصنوع إذا جُبروا استمر الحال على هذا النحو، لا أخرج من البيت إلا للضرورة، وكنت أمارس رياضة المشي عصرا يوميا تقريبا حيث تم فتح المجال على الكورنيش للمشي مع التباعد الاجتماعي، حتى إذا كان اليوم الأول من رمضان، وراودتني نفسي عن شهواتها المعتادة، فقد قررت في أول يوم من رمضان شراء مستلزمات العصير الذي هو المهمة الوحيدة لي في رمضان، وفشلت محاولات إقناعي بالتنازل عن العصير والاكتفاء بالفيمتو، أو سواه، ولكن قدَّر الله شيئا كان مفعولا، وكان ذلك هو اليوم الأول الذي أخرج فيه لشراء شيء من خارج الأسواق التجارية المعقمة تماما، فتوجهت إلى سوق الخضار بحثا عن المانجا اليمنية، نظرا لعدم وجودها في المراكز باعتبار موسمها لم يحن بعد، وعلى الرغم من الإجراءات الاحترازية فقد قمت بتبادل النقود الورقية مع البائع (على الرغم من تحذير الدولة من التعامل بالنقود)، وكان ما كان. في الصباح بدأت أشعر بنوبات متقطعة من ألم شديد في أعلى الصدر وما يقابله من الظهر، (وهي نفس الأعراض التي أصابت صديق لي قبل رمضان بأسبوعين)، الألم أشبه ما يكون بوجود حشرة تقرض ورقة شجر في الصدر والظهر، والألم يخف ويزيد مع الشعور بأنَّ مساحة التآكل من الرئة تزداد كل يوم، ووجود ألم شديد في كل أنحاء جسمي، بحيث لا أستطيع أن اضع يدي على أي مكان في جسمي، وهي نفس أعراض الإنفلونزا الشديدة. طبعا أنا من اليوم الأول اعتزلت أهل البيت وابتعدت عنهم قدر الإمكان حتى لو أنفلونزا عادية لوقاية عبد الله أثناء الدراسة وموسم الامتحانات. 1- قرص من فيتامين c يوميا، بعد الإفطار. استمر الحال على هذا النحو لأسبوع فقط، حيث إنني قمت بالفحص متأخرا بسبب التشخيص الخاطئ من الطبيبة، فقمت بإعادة الفحص، وللأسف كانت النتيجة أيضا إيجابية فعدنا إلى الحجر والعزل حتى قبل العيد بيومين، فكانت النتيجة سلبية بحمد الله تعالى، وقمت بإعادة الفحص للمرة الرابعة يوم العيد صباحا، وكانت النتيجة سلبية أيضا بفضل الله تعالى. بقي الألم في صدري لأكثر من شهرين متتاليين بعد النتيجة السلبية، ولم أعد قادرا على الركض لأكثر من خمس دقائق علما بأنني كنت أركض بين 20-30 دقيقة بشكل متواصل يوميا، وما زلت حتى هذه اللحظة، وبعد أكثر من 6 شهور لا أشعر بأن صدري عاد سليما كما هو، فما زلت أتعب إذا حاولت الركض، لذلك توقفت عن محاولات الركض واكتفيت بالمشي اليومي لإتاحة المجال للرئة لتبني الخلايا التي تم تدميرها خلال فترة المرض (علما بأنني ألآن اشعر بألم في الصدر وأنا أكتب) L.
النصيحة للجميع اسأل الله لكم ولأهليكم السلامة التامة والمعافاة، أدعوكم إلى عدم التهاون في الإجراءات الاحترازية رأفة بأهلكم وأحبابكم، فلن نسامح أنفسنا مدى الحياة لو تسببنا بإصابة أحد الأقارب وفقدناه. وأعتذر بسبب إطالة الشرح أخوكم المحب ![]() تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع 'ألوان للثقافة والفنون' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
اختر هنا لادخال التعليق |