هل مازالت أحصي خيباتي؟؟
هل ما أنا به اليوم لا أحسد عليه ؟
حقيقة لا..فأنا فقط أجلت الكثير لأفعله
:)
والحقيقة الأكبر أنني أجلته لأسباب ظننتها عظيمة فكانت تافهة .
كثيرة هي أفكارنا..وقبلها أحلامنا نراكم ما نريده فوق فوهة عقولنا ولكن لا شئ نجني سوى الخيبات.
إحداهن كثيرة الكلام وأحلامها لا تكل ولكنها عندما نظرت إلى ماحققته وجدت الشئ القليل الذي لا يرقى لحجم أمنياتها.
وذلك الرجل يحصي مطبات عرقلت مسيرته في جني مايريد فنفض كفيه أن واحسرتاه. !
السواد الأعظم يشكو الحياة ويلعن هذه الأيام التي تأخذنا بعيدا عن أسراب ما مضى من أمنيات.
نحن لا نحتاج لعصا سحرية لكي نحقق مانريد..نحن لا نحتاج لبعض السحرة والمشعوذين لكي يمدوننا بمساعدة من الجن وتعليق التولة ، نحن لا نحتاج للمداومة على ماتكتبه ماجي فرح في علم الفلك والتنجيم..ولسنا بحاجة لالتقاط المغاربة من الطرق لكي يخبروننا عن آلامنا وهذه العقدة التي ستفك مقابل بضع دنانير..
المسألة أبسط من هذه التعقيدات المضحكة.
القصة تبدأ من هنا..قرب تلك البقعة القريبة من مصدر القرار...من وعيك.. منك أنت..فأنت أصل الحكاية.. وأنت من تملك القرار ثم الفعل .
حقيقة نحن نقضي وقتا كبيرا في التفكير ووقتا أكبر في اتخاذ القرار ووقتا مضاعفا قبل تنفيذ القرار.
أن أضيع عمري في قطع مسافة ما لهو شيء مخيب للآمال ، وأن أراوغ مكاني فوالله لأمرٌ سيء ، وأن أجعل سور الصين مابين قراري وفعلي لهو أمر مخيب فعلا .
ببساطة مطلقة علي أن اتبع قولي عملي..فلا أعدّ ممن قيل فيهم ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالاتفعلون).
أن لا تُتبع أقوالك عملا فهذا سيحكم على أقوالك بأن تبقى طيّة عقلك فقط وستبقى الأفكار رهينة بداخلك حتى أنك ماتلبث أن تنسى ما فكرت به.
وأن لا تُتبِع أفكارك تطبيقا فهذا سيعني حتما أنك دفنتها حيث النسيان .
العلم يثبت هذا حيث أن 10 % ستتذكره فقط مما سمعته و 25% ستتذكره ممارأيته لكن 90% سيبقى راسخا لأنك فعلته.
أن تحول الفكره لعمل يعني أنك في الطريق الصحيح والقويم.
فالحكمة أن تعرف ماتريد عمله والمهارة كيف تعمله والنجاح أن تفعله.
فلا غرابة إذا إذ قرن الله تعالى في كتابه العزيز بين الإيمان والعمل ..فكلاهما مقياس لنجاح الآخر فمن آمن حق إيمانه حسُن عمله ومن حسُن عمله كان دلالة على حسن إيمانه.
بقيت سنوات طويلة أكتب الشعر والقصة إلا إنني كنت مترددة في إظهارها على أرض الواقع في أمسيات أو بين طيات الكتب ، وكان السبب في هذا التردد غريب جدا وهو خوفي من مسك الميكرفون لرهبة كانت لي خلال مشاركتي في الإذاعة المدرسية وأنا ابنة التسع سنوات. هذه الرهبة منعتني سنين طوال من إظهار موهبة الشعر لدي.
كان علي اتخاذ القرار والتنفيذ فلا وقت لأضيعه ، وكانت الخطوة التي تليها أنني حددت موعدا لأمسيتي القادمة ، وعندما حانت اللحظة انزويت بمايكرفوني حاضنة أياه وهامسة : أنني أحبك فلا تخذلني كسنوات طفولتي الأولى ، وأخذت أتلمسه بين الحينة والأخرى كأنني أملس شعر طفلي.
منذ تلك اللحظة أنا عاشقة ممتنة له.
قرأت كتاب ( مت فارغا ) لتود هنري يلخص أن على الإنسان أن لايموت وهو متخم بمايريد فعله وتحقيقه من أمنيات وخطط دون أن يحقق ما يصبو إليه.
حقيقة هذا الكتاب اختصر المسافة التي أريد قطعها في حياتي دون تردد.
لا تضيع وقتك..ليس لأنك في زمن السرعة ولكن لأنه لم يتبق لديك من الوقت الكثير ولم يتبق سوا قرار لا رجعة عنه، لن يلومك أحد لأنهم ببساطة لن تجدهم حولك وسيسعون لتصيد أخطاءك.. ولا تدع القطار يفوتك حتى لا تراكم الندم .فالقطار لا يعرف إلا D..وهذا العمر الذي منحك أيا ه الخالق لا يعرف العودة. اعقلها وتوكل فخيباتك لن ترحمك.
...ردينة