|
" يا دُرَّة الأحداق "
![]() " يا دُرَّة الأحداق "
ليس الشِّكايةُ للأنامِ بِمُقنِعِ ..
الحزنُ أمسى غارقًا في الأضلعِ
تالله ما نظرَ الفؤادُ لبُرهةٍ ..
إلَّا اكتوى ورقُ الجفون بأدمُعي
سنَّتْ فؤادي ثمَّ باتَ كأنَّهُ ..
هِيْمٌ تقاصرَ عن ورودِ المنبعِ
جفَّتْ بهِ أنهارُ وصلٍ فاستقى ..
مِن طيفِ حُلُمٍ ذِكرهُ لمْ يُقطَعِ
إن آنَ وقتُ عشيَّتي ساهرتُها ..
عند الظِّلالِ بنورها المُتشعشِعِ
يَغفو جميعُ الخلقِ إلّا صبوتي ..
شوقًا إليهِ وخافقي لمْ يَهجعِ
وإليهِ لو ضاقَ الفضاءُ على المُنى ..
صدق الرَّجى وإليهِ حسنُ المرجعِ
عزَّيتُ نفسي بالفناءِ وحالها ..
بعد الفراقِ تدقُّ بابَ المصرعِ
ونقشتُ ذكراها على القلبِ الذي ..
لو شاء يومًا محوها لم يسطعِ
ورجوتُ ربِّي أن أراها مرَّةً ..
حتّى أرى قبل الوفاةِ ودائعي
يا لائمي بالحبِّ لو شاهدتَها ..
لفُتِنتَ من هولِ الجمالِ المُبْدَعِ
قالوا الزَّمانَ دواء كلَّ مصيبةٍ ..
ومصائبي لدوائهِ لم تركعِ
حَسْبُ الحياةَ بأن تراني جُثَّةً ..
جُمِعتْ إليها حسرة المتلوِّعِ
والهمُّ قد جَهِلَ الأنامَ وزارني ..
منذُ الولادةِ والهنى لم يُقرعِ
حتَّى كأنِّي في الغرامِ مشرَّدٌ ..
لم يحيَ في وطنٍ ولم يترعرعِ
وأَبَيْتُ عن عيشٍ أراكَ مُفارِقاً ..
قلبي ، وأرضى أن تكونَ مُشيِّعي
ويطيبُ عندكَ ذُلّتي وضراعتي ..
ويشينُ دونكَ عزّتي وتمنُّعي
فإذا قُتلتُ بعارضٍ غيرِ الهوى ..
فوصيَّتي مَنْع التَّعازي والنَّعي
يا دُرَّةَ الأحداقِ يا قُمرِيَّتي ..
أسفي عليَّ من الفراقِ المُوجِعِ
إن جاءَ منكِ البين ، إنَّ أناملي ..
مسودَّةٌ من مسحِ سيل الأدمُعِ
حتّى الثُّريا بعدَ هجركِ لمْ تَبِنْ ..
والبدرُ بعد فراقِكم لمْ يَطْلَعِ
يكفي لعَمرُكِ إنَّ قلبي مُرْهَفٌ ..
يبكي كطفلٍ أمّهُ لم تَسْمَعِ
والله لو كانَ الفؤادُ كصخرةٍ ..
وهجرتِهِ ، مِنْ شوقِهِ يتصدَّعِ
لكن وربِّي لي فؤادٌ هائمٌ ..
ألقتْ بهِ أشواقَهُ في المصرعِ
مُضْنىً بحبِّكِ هالكاً في حسنِكِ ..
صَبَّاً لطيفِكِ عاشقًا لمْ يجزعِ
فإذا التقينا ؛ يا سعادة خاطري ..
وإذا أبِنْتِ فذاكَ حزني الأوجعِ
هذا فؤادي بالحياةِ قد ارتجى ..
إمّا المنيَّةُ أو بوصلكِ متِّعي
- عامر السعادات
![]() تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع 'ألوان للثقافة والفنون' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
اختر هنا لادخال التعليق |