|
عشتار
![]() عشتار
ستأتيك تحمل في كفّها
حفنةً من ضياءْ.
فلا تنس ألا تمد إليها يديك
ولا تاكل الخبز من يدها في الصباح
فثمة سنبلةٌ في انتظار الطريق إلى منجل الفجرْ.
وإن سألتْك عن العُمرِ
قل سيجيئكِ قبل الغروبِ
فلا تشربي الماء من يده.
ولا تمسكي بيديه إذا قام يحبو
ليعلم أن الطريق طويلٌ طويلْ.
وهزّي إليك بجذع الحروف
لتسقط مع هاملات المطرْ.
فيرجعَ مثل سحابٍ كئيبٍ بلون الرحيلِ
ويلحق قافلة الغرباءْ.
وخطي بكفيك اسمي
ليدركَ كلُّ الرفاق بأنك
ما زلتِ بدرا يسامر أشهى المساءاتِ
كالأمنياتِ على شفة المستحيل.
ستأتيك هذا الصباحَ
تفتّش عما مضى منك،
عن بعض ما يتبقى من الحرف في كلماتكَ
قبل انثيالِ القصيد على مفرق الشوق،
قبل اشتعالك في موقد الليل دفئا يدثّر
برد الحنين،
لتعلمَ أنك ما زلتَ
تطرقُ باب اشتياقك كلّ مساءْ
وأنك ما زلتَ ترسمُها في قصائد وجدك
شعرا يغني هواها،
يراود عنها عيون النساءْ.
ستأتيكَ.
كعادتها، كلما عوَتِ الريحُ في جنباتك،
تبعث فيك مزيجا من الخوف والدمع والكبرياءْ.
كأنّك للتوِّ كنتَ استدرتَ
وولّيتَ وجهك شطر الشقاءْ.
ستأتيكْ
عراجينَ من لهفةٍ عتّقتها
المسافاتُ والأمنياتُ نبيذا
لتشرب نخبَ الرجوعِ
وتقرعَ كأس القصائد
يا آخر الشعراءْ.
حسن جلنبو
أبوظبي 18 / 01/ 2020.
![]() تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع 'ألوان للثقافة والفنون' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
اختر هنا لادخال التعليق |