|
لماذا الشعر....؟
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لطالما تغنى من سبقنا وأنشد منه حتى غدا سمة ووريثا يحسب لهم ، وان كنّا لا نعلم شيئا عن ولادته...واول من احياه واوجده .
ولطالما تسائل غيرنا لماذا الشعر؟ وما سر قصته التي غدت تراثا وتاريخا للشعوب والامم التي ورثت الارض وعمرت فيها منذ ان تعلمت الكتابة فصار جزءا من ماضيها...
والسر وراء هذا السؤال يكمن في حاجة البشر للتنفيس والبوح بما تخلج النفوس من السرائر والضغوط والآلام أو الدعوات الى الانتفاض والتحرر والانقلاب على السكون والخدر وما يستجد في احوال البلد والعباد..
فصار الشعر كغيره من الفنون والثقافات عين ترصد بتبحر مصادر الالم والتمرد، ولربما ظهر هذا البشير بولادة الفنون والرسوم والتبصر بما يحيط وابتكار الكتابة والقلم التي وصلت إلينا في عهود النهضة والظهور....
وما وصل إلينا نحن العرب موروثا متكاملا من الحضارات والتراث والفنون تفرد الشعر فيها لما له من أثر يباشر النفس فلا يتركها الا وهي تعبق بما جاد وأمضى ، لقد بدأت فعلا نهضتنا بما وصلنا من معلقات شعراء ارض العرب نفائس لا يوازيها إرث او طلل ، ولعلي أقف برهة كي أشير الى ماحوت من درر وحجر كانوا فحولها لا يتوانون فيبدؤنها بالغزل ويذكرون فيها عجائب الجمال والوصف والعشق حتى يكاد قارئها ان يلمس المبتغى بيديه لما تحويه من الم وفرقة ووجع وصورا للتظلم والاسى ثم يعودون ليذكروا المجد والاباء والشموخ وعزة النفس والكرم والشجاعة والإيثار، هكذا كان شعرائنا بالامس يحتفظون بحلاوة وبلاغة وجمال لغتنا ويضعونها في ميزان كالذهب تتكامل مفرداتها على كفيه ويقّفونها بروي اعذب من الشهد وابلغ من وقع الصوارم...
ولهذا ترى من تبعهم وأخذ منهم هذا الشرب متمسكا بحبائل عقدهم ونشوة بلاغتهم وصور شكائمهم،، اسمحوا لي ان أقف هنا كي أراجع واياكم واكتفي منه لعلي ابلغ بعد هذه المقدمة ما سألت عنه، لماذا الشعر..؟
ولي واياكم وقفة اخرى ان كان لنا وشاء الله.
................................................
عبد الكريم احمد الزيدي
العراق / بغداد
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||