الحوار الجماعي مع الشاعرة والكاتبة وراد عدنان خضر
من سوريا.
بفترة الحجر الصحي
بتاريخ//31ماي2020
تحت شعار: بالحرف نرتقي...ونتحدى كوفيد19
فكرة وإشراف الشاعرة سامية بن احمد من الجزائر
الأسماء المشاركة في هذا الحوار الجماعي كالتالي:
الشاعرة سامية بن احمد/الجزائر
الشاعر مازن عمر/فلسطين
الأديب الطيب عبادلية/الجزائر
الشاعرة نورا القطني/الجزائر
الشاعر أحمد الشاهدي/المغرب
الشاعرة تيروز اميدي/العراق
الاديبة سهام بن لمدق/الجزائر
الشاعرة نعيمة بوستة/الجزائر
الكاتبة زهرة بالعروسي/الجزائر
الكاتبة وهيبة بلقاسم/الجزائر
****
أولا// نقدم السيرة الذاتية المختصرة للشاعرة والكاتبة وراد عدنان خضر من سوريا .
_الشاعرة السورية وراد عدنان خضر من مواليد
23جانفي1981
ابنة الشاعر الكبير الراحل عدنان محمود خضر
وهو شاعر معروف في سوريا وقد كان رئيس اتحاد كتاب العرب في طرطوس حتى وفاته .
_لقد تم ضمه قبل سنوات الى مجموعة البابطين.
_عملت الشاعرة والمهندسة وراد خضر في تدقيق المجموعة الأدبية الكاملة لوالدها المتوفي الذي كان يكتب في الشعر والقصص والمسرحيات.
_إجازة في الهندسة المدنية /جامعة تشرين
_منتسبة الى نقابة المهندسين السوريين عام2007
_عضو لجنة الإعلام والنشر في نقابة المهندسين السوريين
*العمل الحالي: مهندسة في مكتب هندسي خاص بالدراسات والإشراف
_مدرسة للغة العربية لمدة عام /الشارقة(مدرسة العناية الإلهية الخاصة)(٢٠١٣-٢٠١٤)
ولمدة عامين في سوريا (معهد خاص(٢٠١٥-٢٠١٧)
_شاعرة حائزة على المرتبة الثالثة في استفتاء مبدعة صدانا للعام 2013/ الامارات العربية المتحدة.
_شاركت في العديد من الأمسيات الأدبية كمقدمة وكمشاركة في النشاطات الثقافية في سوريا ولبنان
_عملت على تدقيق المجموعة الكاملة للشاعر عدنان خضر التي صدرت بعد وفاته عام 2018
الكتب الصادرة:
_رواية مطبوعة بعنوان جواز سفر صدرت عام ٢٠١٩
_كتب عنها مقالتان نقديتان الأولى في مجلة الأسبوع الأدبي والثانية في مجلة الشارقة الثقافية
_ديوان (بيت القصيد) سيصدر عن اتحاد الكتاب العرب /
قيد الكتابة:رواية بعنوان (فوضى)
*أكتب كل أنواع الشعر //
_العمودي والتفعيلة والمحكي والزجل وأكتب الرواية.
_متحصلة على تكريمات وشهادات الشكر والتقدير.
*****************************
الحوار الجماعي//
س1/
سوريا قلب الشام النابض وشمعة من شمعات الثقافة العربية سؤالي ما هي التحديات التي يواجهها الكتاب هناك؟
ج/
نحن في سوريا نتأثر بمحمود درويش وبالقضية الفلسطينية التي ماتزال الجرح الذي لا يلتئم .
في سوريا وفي ظل الأزمة لازال الكتاب العربي بوصلتنا والشعر والأدب منارتنا
التحديات أستاذي لم تتوقف عند الكتاب أو الشعراء هي موغلة في صميم الحياة
كل يوم تحدٍّ جديد لكننا صامدون ومستمرون ومازالت مراكزنا الثقافية في ذروة عطائها واهتمامها.
س2/
هل الجيل الجديد بحكم السن وليس التصنيف يلتفت لمحمد الماغوط ونزار هذا الجيل ما زال يلقى له قراء؟
ج/
كل جيل له معاناته وأحلامه وثوراته
لكن الجميل في كتابات الكبير محمد الماغوط والشاعر نزار قباني أنها متجددة وتلامس الحياة في كل وقت وتؤثر في كل جيل كأنهما باقيان بيننا مابقينا.
س3/
لاشك ما مرت به سوريا الشقيقة اثر في كل قلم حر نزف دما على ما جرى ويجري فيها كيف تصف لنا شاعرتنا في اسطر وجيزة ما حز في نفسها كثيرا مما جرى ؟
ج/
سوريا بلدي الذي أنتمي إليه وأفخر به
به عرفت صمود السنديان وتعلمت كيف يصير الياسمين نقطة وصل من الوريد إلى الوريد يوجعني ماحدث في سوريا كما توجعني العراق كما توجعني القدس
لكننا محكومون بالأمل كما قال الكاتب سعد الله ونوس
وهذه القصيدة تعبر عن الوجع الكبير سأنشرها وأتابع مع الأدباء الكبار.
ضاعت حروف الصمت بالأقوال
من أين أبدأ دمعتي وسؤالي؟
من أين أبدأ؟والظلام يلفني
وتلف ساحات الظلام ظلالي
من لي بأغنيةٍ ؟ تجلجل بالفضا
كلماتها مشحونة الآمال
من لي ؟ بصوتٍ عاصفٍ متمرّدٍ
يطوي مرايا الأمس من أوصالي
باعوا ترابك بالمزاد ولم يكن
يوماً يباع العرض بالأموال
خُنّاك لم ندر بأنك حرّة
مسبيّة ياقدس دون رجال
تباً لخارطة الطريق ورسمها
هذي بلادي والرمال رمالي
جرح الكرامة لا يزال مخضباً
بدم الطفولة بالتراب الغالي
في القدس في الجولان في بغدادنا
شرف العروبة مشعل الأجيال
سنموت كي تحيا قضية أرضنا
في الحقل والصحراء والشلال
سنموت حتى تستعيد سماؤنا
ألق النجوم ونور كل هلال
نحن الأباة الموقدون من الرؤى
لون البطولة في دم الأبطال
بقلم/ الشاعرة وراد خضر
***
س4/ ما مدى تأثير تجربة الشاعر الوالد عدنان خضر في تجربة شاعرتنا؟
ج/عدنان خضر ..بوصلتي الشعرية الأولى وأول قراءة لديوانه أغنيات مجرحة كانت بعد وفاته ورغم بلاغة شعره وصعوبة إدراكه لطفلة في الصف الخامس لم يحدث أن غفوت قبل تلاوة ديوانه. هذا التأثير الذي يربطني بأحلامه وثوراته وآلامه التي لم يسمح لي الموت بتلقيها منه وبلسانه حاضر في كل قصائدي ومسؤولية كبيرة حين يتم التعريف عني بابنته في الملتقيات الثقافية التي أشارك بها.
س5/
بماانك نشأت في طقس ادبي متوجّ بالرهافة والجمال ازدانت بشهادة الهندسة متسع وارف الظلال وبين ضفتين تجمعهما الكثير من النقاط المتشابهة .
أين تجدين نفسك اكثر انجذاباً وما ذا أضاف لك الوالد ؟!
ج/
مهنتي الهندسة وهوايتي الكتابة وكثيراً مايطغى
عليّ عملي فأهندس الكلمات أرقاماً وأصنع أبراجاً من القوافي أما حين تطغى عليّ هوايتي
فأنني أعتزل الأرقام وأتسلل إلى عرزالي الأدبي وأحيا بلغة جديدة أما إضافة الوالد فقد تمت على مراحل آخرها حين عملت على تدقيق الأعمال الكاملة له والتي من خلالها سبرت العمق والبلاغة والقدرة الإبداعية المتفردة وهو القائل:
من صخرةٍ صمّاء أطلع وردةً
تندى على النار اخضلالا
س6/ ماذا تعني لك قصيدة محمود درويش
على هذه الارض ما يستحق الحياة؟
وما ارتباطها بارضكم حسب ما يراه قلبك استاذة وراد؟
ج/
يقول الأستاذ محمود درويش
على هذه الأرض مايستحق الحياة وأنا أكمل وتحت هذا التراب من يستحق النضال والاستمرار
الوطن عزيز وغالٍ
الوطن هو الأهل والأصدقاء والأقرباء والجيران وزملاء الدراسة والعمل
الوطن هو ذلك الشريان الذي يضخ المحبة والتسامح والارتباط بالأرض والسماء.
س7/
في حياة أي أديب مواقف شتى..المفرحه منها والمضحكه والموجعه..
فهل يزورها الإلهام في كل المواقف؟
أم في موقف ما.؟. وفي أي المواقف تبدعين أكثر وبإحساس عال..؟
ج/
_الإلهام مخاض مؤلم وجميل
لا أستطيع تحديد زمنه ومكانه فهو يختلف في كل مرة لكنه بلا شك يفرض نفسه علي وعلى قلمي متى يشاء.
س8/
يقولون العمل اليومي والمضني وخاصة العمل الحكومي يقتل الإبداع داخل الأديب؟ فمارأيك؟
ج/
إذا كان الأديب يحيا بالواقع فقط فقد تتأثر تجربته بشكل كبير ولكننا مجمع الأدباء نحيا حياة ثانية في خيالاتنا وإن توقفت دفة الإلهام فترة فإنها ستعود للإبحار حين تهدأ الريح.
س9/
بين سوريا والجزائر عمق تاريخي وتجذر ما قبل الآمير عبد القادر وما بعده .. وجبهة الصمود والتصدي ولدت على أرض سوريا .. وفي ظل الآزمة المرحلية تحافظ الجزائر على علاقتها بسوريا ما رأيك؟
ج/
درسنا الأمير عبد القادر في كتب التاريخ وفي كتب التربية الوطنية
وكنا ننظر لتلك المرحلة بعين الإكبار والإجلال لمواقفه المشرّفه
جيل بأكمله تحدث عن الجزائر بلد المليون شهيد ولا يوجد طفل سوري لم يسمع بهذه التسمية.
س10/
هل يغريك الادب النسوي وهل لك ان تحدثينا عن مشوارك مع القلم على صفحات كراساتك منذ الطفولة؟
ج/
إنها الأمومة عزيزتي تلك الغريزة التي تمنعك من تفضيل أحد أبنائك على الآخر
هما هكذا أحب الشعر والرواية بكل ماأوتيت من أبجدية.
س11/
عرفت الوالد و أنا مراهقا في بداياتي ، كان لا يمكن أن يتحدث في موضوع دون أن يقول شعرا و غالبا من شعره ، مع استعمال كلمات من عمق اللغة و البيان العربي ، قل كانت حياته شعرا ، فهل أورثك هاته الميزة ؟
ج/
أغبطك لأنك عرفته وسمعته أستاذي مايزال صوته يرن في ذاكرتي.. كلما تعمقت في قصائدة كلما أدركت أنني مازلت أحبو في الشعر وأن اللغة بحر شاسع لم أختبر منها بعد إلا الشطآن.
س12/
الكتابة بصفة عامة هي مجموعة من الدوافع النفسية ومزيج من الاصوات التي تصرخ بداخل الشاعر في رأيك هل بامكان القصيدة أن توصل صدى هذه الاصوات و تكون من أنقى الرسائل الى العالم؟
ج/
القصيدة كائن متفرد بمشاعر وأحاسيس وصور ورسائل والقصيدة الصادقة المعبرة تؤثر بالمتلقي وتصل إلى قلبه وروحه والشاعر الشاعر هو الذي يستطيع بلوغ تلك الأماكن الخفية بأسلوب شيق وكلمات أنيقة.
س13/
دائما تراودناالافكار نفسها و السؤال نفسه وهو ظهور صورة المراة في القصائد انا الان سؤالي مغاير تماما هو هل تتجلى صورة الرجل في شعر وراد خضر؟
ج/
ليست صورة الرجل ككائن مادي مايتجلى بالقصيدة لكن صفاته الرجولية كالشهامة و الشجاعة والاهتمام والاحتواء والاستيعاب والحب للحبيبة والأخت والبنت والأم.
س14/ على مدى تعتمد الكاتبة في اختيار عناوين القصائد والرواية ؟
ج/
نادرا مايكون العنوان تحت سيطرة قلمي
القصيدة تختار ثوبها وتاجها
كما الرواية تختار بابها.
س15/
الغربة في بلد تطغى عليه المادة و تعتبر الثقافة فيه في مرتبة دنيا و ذات أهداف سياحية و تلميعية ، أليس لها تأثير على عطائك ؟أقصد بلد الإقامة و ليس سوريا التي زرتها أربع مرات في التسعينات.
ج/
اذا نحن نتحدث عن تجربتي في دولة الإمارات العربية المتحدة اذا كانت المقصودة فقد بدأت في منتدى صدانا الثقافية في الإمارات بعد انقطاع ١٢سنة عن المشاركات واللقاءات الأدبية ومن هناك بدأت تجربتي بالنضوج.
ومن خلال المنتدى تعرفت على أدباء وشعراء على مساحة الوطن العربي الكبير وتعرفت من خلال زيارتي الأخيرة على أدباء جدد ووجدت الإهتمام بالكتابة والكتاب ومثال على ذلك: _الشاعر المرحوم ثائر ابراهيم الذي مال عدة جوائز في الشارقة وكان من الشعراء المبدعين لكن الموت خطفه باكرا. ان تجربته تستحق التوقف عندها.
س16/هل أعمال الشاعرة والكاتبة وراد خضر لاقت كتاباتها لدراسات نقدية؟
ج/
الدراسات النقدية للرواية فقط
وسوف ارسلها لكم ملف الكتروني للقراءة
أما الديوان لم يصدر بعد بسبب جائحة كورونا التي عطلت الحركة الثقافية.
س17/
ما الاضافات التي أضافت لك واستفدت منها من الحوارات الجماعية السابقة في هذا الفضاء الأزرق مع ثلة من شعراء الوطن العربي؟
ج/
اللقاء مع الأدباء والأديبات العرب يوسع أفق الأحلام ويعمق العلاقة الودودة بيننا كحالمين بعالم أفضل وثقافة أرقى.
س 18/
سوريا قلب الشام النابض وشمعة من شمعات الثقافة العربية سؤالي ما هي التحديات التي يواجهها الكتاب هناك؟
ج/
أخبرتنا في أمسيتك أنك تأثرت بالشاعر محمود درويش والحقيقة نحن في سوريا نتأثر به وبالقضية الفلسطينية التي ماتزال الجرح الذي لا يلتئم
في سوريا وفي ظل الأزمة لازال الكتاب العربي بوصلتنا والشعر والأدب منارتنا
التحديات أستاذي لم تتوقف عند الكتاب أو الشعراء هي موغلة في صميم الحياة
كل يوم تحدٍّ جديد
لكننا صامدون ومستمرون
ومازالت مراكزنا الثقافية في ذروة عطائها واهتمامها.
س19/ ماهي كلمتك الختامية مع اختيار بعض اعمالك الأدبية هدية للقراء؟
ج/ كلمتي الأخيرة:
الشكر كل الشكر لك استاذة سامية بن احمد
على فكرة الحوارات الجماعية واستضافة ضيوف الشرف من الجزائر ومن الوطن العربي .
كما أشكر أيضا حضور الشعراء والأدباء وتفاعلكم....
الشكر على كلماتكم واهتمامكم
على سعة قلوبكم ورحابة صدركم.
محبتي ومودتي وتقديري
تشرفت بكم.
ختاما...
القصيدة//1
ضاعت حروف الصمت بالأقوال
من أين أبدأ دمعتي وسؤالي؟
من أين أبدأ؟والظلام يلفني
وتلف ساحات الظلام ظلالي
من لي بأغنيةٍ ؟ تجلجل بالفضا
كلماتها مشحونة الآمال
من لي ؟ بصوتٍ عاصفٍ متمرّدٍ
يطوي مرايا الأمس من أوصالي
باعوا ترابك بالمزاد ولم يكن
يوماً يباع العرض بالأموال
خُنّاك لم ندر بأنك حرّة
مسبيّة ياقدس دون رجال
تباً لخارطة الطريق ورسمها
هذي بلادي والرمال رمالي
جرح الكرامة لا يزال مخضباً
بدم الطفولة بالتراب الغالي
في القدس في الجولان في بغدادنا
شرف العروبة مشعل الأجيال
سنموت كي تحيا قضية أرضنا
في الحقل والصحراء والشلال
سنموت حتى تستعيد سماؤنا
ألق النجوم ونور كل هلال
نحن الأباة الموقدون من الرؤى
لون البطولة في دم الأبطال
الشاعرة وراد خضر/ سوريا
******
2.
قصيدة بعنوان // لذكرى والدي
أبكي وقد سئم البكاء بكائي
أبقى وكم ملّ البقاء بقائي
جفّت أكاليل الورود ولم يعد
في لونها المفقود أيّ عزاء
تحتي تفتّقت الجراح سنابلاً
حبلى بقمح مصيبتي وبلائي
فوقي تمخّضت الغيوم فأنجبت
حرّاً و أميالاً من الصحراء
أنّى وطأت نزفت بضع مواجعٍ
ولكم تخضّب موطئي بدمائي
وشكوت همّي للأصيل فكُوّرت
وتمزّقت شهباً بغير ضياء
ودفنت صبري في البحار ففجرّت
ناراً لتحرق لوعتي وشقائي
ياأيها الموت العتيّ صلبتني
ووأدت حلمي واغتصبت رجائي
لو أنني في الموت أملك نظرةً
او رؤيةً في باطن الاشياء
لسألت هل للموت زوجٌ او فتىً
أو طفلة فقدته كل مساء
وسألت هل للموت قلب حائرٌ
بين الضلوع يضجّ بالأسماء
حسبي إذا أدركت أنك خالدٌ
أني اتشحت بدمعةٍ سوداء
بقلم الشاعرة وراد عدنان خضر من سوريا
****
الحوار الجماعي تحت اشراف وتنظيم الشاعرة سامية
بن أحمد من الجزائر
بتاريخ// 20نوفمبر 2020