|
الدين النصيحة ... لشعرائنا ...
كيف لشعرائنا أن يبدعوا وهم لا يقرؤون النماذج العالية من الشعر الرفيع ناهيك عن تركهم القراءة عموما والشعر فن لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك مغفلين أن الكأس إذا امتلأت فاضت ويجعلون سقف قراءاتهم منشورات الفيس السقيمة في أكثرها المعتلة في جلها الرديئة في معظمها إن القراءة للأدب الرفيع تثمر أدبا رفيعا في المحصلة ولذا أشير من باب الدين النصيحة على شعرائنا الأشاوس أن يقرؤوا فصلا عقده الدكاترة زكي مبارك في كتابه
القيّم الموازنة بين الشعراء وسماه نفحة من الأدب الأندلسي إن لم يجدوا جلدا في أنفسهم ولا
عزما لقراءة الكتاب كله وفي هذا الفصل يُضمِّن الدكاترة زكي مبارك أشعارا رائعة لشعراء
أندلسيين نقلها من مصادر الشعر الأندلسي المعروفة ولو كان للشعر العالمي ديوان لكان حريا أن تُوضع فيه ليرى قارئه كيف أن الشعر العربي الأصيل في الأندلس يتفوق على الشعر العالمي في وصف الطبيعة وإحساس الشاعر العربي بها مما يفند مزاعم الشابي سامحه الله في كتابه الخيال الشعري عند العرب الذي جاء فيه خلو الشعر العربي القديم من الصور الفنية وتصوير الطبيعة كشعراء أوروبا من ألمان وفرنسيين وإنجليز ناسيا أو متناسيا أن الصحراء العربية تخلو من المناظر الطبيعية التي تحفل بها أوروبا ولا تقع عين الشاعر فيها فيها إلا على الرمال والنوق وبيوت الشعر والشمس الحارقة صيفا وزمهرير البرد شتاء وهذا لا يقلل من إبداع الأوربيين وانظر في ذلك لما كتبه دانتي وهيجو وجيته وغيرهم ولكنه يرتفع بالشعر العربي إلى مصافه إن لم يتفوق عليه ،الأمر الذي تجاوزه شعراء العرب الأندلسيون حين رأوا من الطبيعة الساحرة في الأندلس ما يطرب وما يعجب وما يسلب الألباب وبما يرد على نقاد وشعراء الحداثة وما بعد الحداثة من أصحاب الهرطقة الأدبية من قصور الشعر العربي الأصيل وعجزه عن النفاذ إلى أعماق النفس البشرية وترجمة أحاسيسها ومشاعرها والتعبير عن قدرتها في تصوير الطبيعة رغم ما لي من ملاحظات على عثرات الدكاترة زكي مبارك الكثيرة رحمه الله في كتابه هذا وفي سائر كتبه ... وسلامتكم ..
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع 'ألوان للثقافة والفنون' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
اختر هنا لادخال التعليق |