|
"شمسٌ باردة "
بليدة نفحات الشتاء حين تخترق قسوتها خاصرة الليالي التي تسلب الدفء من عيون تتوق لربيع يجلب معه الأمنيات المؤجلة على قارعة الانتظار ، وقد أرهقتها مواعيد شمس باردة ، وغيوم عقيمة لا تجود بالآمال ، ولسعات الصقيع مبللة بالموت الذي يسرق اللهفة من عيون الطفولة ، ويغتال الحلم لحظة انعتاقه من ظلمة اليأس في ليال يصرخ بها زمهرير البرد ، وتتعالى فيها آهات تشق أنفاسها عنان السماء ؛ وهي تقرأ تعاويذ تقيها حرقة الألم وهي تلتحف بالجليد الذي يقضم العروق ، ويلتهم الصرخات التي تقتحم خلوة النائمين على بساط أبيض خال من الرحمة ، يقتلع العطف ، ويرتكب الجرم بأرواح استلسمت لجبروته وانصهرت ببرودته ، فودعت العالم بدموع مغمسة بالقهر ، فتلاشت أجسادها بعدما أحرقتها
شمس ملطخة بالعار .
سكينة الرفوع
![]()
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع 'ألوان للثقافة والفنون' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
اختر هنا لادخال التعليق |