|
قراءة في كتاب الإيقاع الحكائي
في تجربة عبد الرحيم جداية الشعرية
بقلم الناقد الكبير محمد المشايخ
تعتبر أي قراءة لما كتبه الشاعر والناقد والمسرحي والأكاديمي الدكتور حسام العفوري، في كتابه النقدي المعنون بـ:(الإيقاع الحكائي- دراسات وأبحاث في تجربة عبد الرحيم جداية الشعرية)، الصادر أخيرا عن دار الخليج في عمّان، تعتبر تلك القراءة محاولة للدخول بين الوردة وشذاها، لا سيما وأن الجداية شاعر وناثر ومفكر وناقد وتشكيلي وتربوي وإعلامي وعالم آثار، كما أن كلمة الغلاف الأخير التي سطرها الشاعر والناقد نضال القاسم لم تبق لأحد ما يقوله عن هذا الكتاب.
العفوري والجداية المتمكنان من اللغة العربية وآدابها، عدا عن عروضها وصوتياتها وموسيقاها وبلاغتها ونحوها وصرفها، والمواكبان لكل التطورات التي شهدتها الساحة العالمية على صعيد الحداثة وما بعدها، وما أحدثته تلك التطورات من انزياحات وتغيير في الأدوات والتصوّرات، ثم طبـّـقا ذلك في كتاباتهما، ليتعلم منهما، وينهل من أدبهما، القراء العرب، سواء أكانوا من النخبة أو من عامة المثقفين.
لكل من العفوري والجداية موقعه المهم في الساحة المحلية، سواء على الصعيد الفردي، أو في الهيئات الثقافية التي ساهما، وما زالا يساهمان في قيادتها واعتلاء منابرها، وقد خـَـلـّـد كل منهما في الوسط الثقافي إنجازات عظيمة تتحدث عن نفسها، لا سيما وأنهما تجاوزا التجريب منذ عقود، وهما منذ زمن، أصحاب تجربة ناضجة وواعية وتنويرية ومكتملة، ولا يصدر عنهما إلا الإبداع الذي يتسم بالتجديد والابتكار.
لقد درست علم اللغة العام، والصوتيات على يد أ.د.وليد سيف في الجامعة الأردنية قبل45عاما، ودرست البلاغة على يد أ.د.نصرت عبد الرحمن، ودرست النحو والصرف على يد أ.د.نهاد الموسى ود.عصمت غوشه، وغيرهما، ومنذ45عاما وأنا أنهل من علم أساتذتي الأعضاء في رابطة الكتاب الأردنيين، ومع احترامي وتقديري لكل الذين نهلت من علومهم، وجدت من خلال هذا الكتاب:أن جماليات الأدب قد تغيّرت، وأن شباب اليوم، استوعبوا تلك التغيرات، وقدّموها بصورة مغايرة ومختلفة عما تعلمناه في الماضي، وكأني بالعفوري والجداية يقولان للجيل الحالي:ما وقوفك والفتيان قد ساروا.
![]()
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع 'ألوان للثقافة والفنون' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
اختر هنا لادخال التعليق |