|
دعوتك شريكاً - لأني لا أحب أن أناديك زوجاً - لتدرك المعنى الحقيقي أو على الأقل تحاول فهم كل حرف كتبته ..
شريك الحياة ..
وددتُ أن أكتب لك، فلربما كنتَ عابراً ذات يوم واستوقفتك هذه الكلمات، أو لربما وصلتك هذه الحروف ضمن فضاء المجرة المفتوح هذا تحت أي وسم أو كما يحلو تسميته الآن بالهاشتاج # فاعتقدت أن صاحبتها مجنونة .. أو أنها بالفعل أميرة الأحلام التي سقطت ملامح وجهها منك كل مرة! لتستيقظ فزعاً لأنك تأخرت على أمر ما!
لربما ستضحك بقهقهة عالية وأنت تقرأ الحروف القادمة، ولربما تتعاطف معي أو تبكي على حزن لمسته هنا أو هناك، ولربما تبتسم لأنّ بها بعضاً منك ولكثيراً ما نبتسم حين ندرك أن العمر الذي عشناه ما كان لنا فيه أشباه!
حين تفكر أن ترتبط بامرأة مثلي .. بلغت سن الحكمة بعد الكثير من التجارب والمرير من الألم، حاول أن تنظر إلى الوجه الثابت الذي تحمله تفاصيل وجهي اليوم، فإن صرفت النظر عن بعض التجاعيد، وإن لم تعر بالاً بأني لا أستخدم إحداثيات التجميل، فتأمل جيداً ما تخفيه عينيّ، ومن الأفضل ألا تسألني كثيراً ومراراً وتكراراً عن عمري الحقيقي .. لأني سأجيبك بكل صراحة، فليس لدي ما أخفيه ..
وإذا ما حاولت أن تستثير فضول امرأة مثلي، فخذ في عين اعتبارك أن قصائد الغزل وصور العشق وكلام الأغنيات والكثير الكثير، لم يفتني سماعه ذات مرة! فانتبه إلى أن سماع ذات الشيء أمر محبط، والنفس دوماً ترغب في التغيير، فانتقِ لنفسك طريقاً مميّزاً، فمن سبقك ما قصر، لكن الرجولة لا تقتنص مكامن الحرف فقط، ثم تغيب!
ولربما يدور في خلدك ما الذي تريده امرأة مثلي! تشبه كل النساء في عقلك! ولعلي أختصر عليك الكثير، فأنا أريد أن تحب ميادة لأنها ميادة فقط، وتتقبلها كما هي، وإن وجدت بها ما يحتاج إلى التقويم أو التغيير، فدع الصراحة سبيلاً لذلك، فلا أجمل من ضوء الشمس، ولا أمرّ من حياة الخفافيش!
أريدك أن تعلم يا شريكي القادم، أننا لربما نكون مختلفين جداً ومتناقضين حدّ اللامعقول، لكن لعلّ الذي يجمعنا هو ذات الخيط الذي نكره أن يفرقنا، ولعمري أن بعض الاختلاف جميل!
لا تسلني ما أريد وما لا أريد، فهل ما تحبّه اليوم سيكون بذات الحب بعد مضي الوقت!
لا تبحث عن أسباب تجعلك تحبني، فهل هناك سبب يجعلك تقبل هيئتك اليوم، وترفض ذات الهيئة قبل سنين!
في الحقيقة، الحب لدي يأتي دفعة واحدة، فإما أن أمنحه كله، وإلا فلا داعي لأن بكون ..
لا تفكر كثيراً لماذا لم أتزوج حتى اليوم! دعني أرح عقلك وبالك، لربما هو القدر الذي خبأني لك، فابتهج لأنك قابلتَ ملكتك، واسعد بأن القدر خبأ لك أثمن كنز كنتَ تبحثُ عنه أنت بينما أضاعه الآخرون!
أما عن الحياة والأسرة والمسؤوليات، فلسنا يا شريكي في المدينة الفاضلة، ولسنا مثاليين، لعلك ستكشف - مع مرور الوقت - ما يذهلك عني، وعندها إما أن تصفق لي منبهراً، أو تمدّ يدك لتحتضن يدي، معلناً كل المساندة والتأييد ..
شريكي القادم ..
الانتباه لبعض التفاصيل لن يقلل من قيمة ما تريد، على العكس لربما هو الطريق الوحيد لكسر الجمود الذي اعتدنا عليه في نسق الحياة المخيف!
إن كانت وردة في غير مناسبة لا تعنيك، لربما هي أثمن من دعوة عشاء فاخرة يتخللها إيقاع رومنسي لأغنية أم كلثوم "عودت عيني على رؤياك" .. بعض الحب يكمن في أن تدرك تمام الإدراك ما الذي يجعل الطفلة بداخلي ترقص فرحة كأنها تريد أن تري العالم ثوب للعيد!
تأكد أن التناقضات الغريبة التي يمكن أن تراها بي، بعضها نِتاج وراثي - فلا يُلام من جُبل على القلق والمحبة والعطاء - وبعضها مكتسبٌ، ولا أخالك إن كنتَ قد ربيت في ذات المنظومة التي نشأت بها لم تشعر يوماً كم أنتَ أسير، فلطفاً حاول أن تتفهم ما أعانيه، وإن كنتَ ذكياً وشجاعاً ومغامراً فساعدني بدل أن تنتقدني على التغيير!
واعلم يا شريكي القادم، أن امرأة تمتلك الحاسة السادسة - وتكتب لك قبل أن تأتي لأنها تعلم علم اليقين أنك قادم لا محالة، إنما هو فقط الوقت الذي يؤخرك، لأزداد حكمة وتقبتاً مما أريد - هي امرأة لا تُشبه غيرها، وهي قادرة على الإحساس بمواطن الضعف وصدق الحب وعمق القرب، حتى الإحساس بالغدر وكيفيته تراه عين اليقين، فتأكد إن أردتها بأنك قد حظيت بالغد، وإن أفلتها فقد أضعت عالماً على هيئة محارب صغير!
أدرك أني أملك القدرة أحياناً على التعبير، لكن إن وجدتني امرأة صامتة، فتأكد تمام التأكد بأن أعاني من موات داخلي، موات قضم جزءاً من قلبي، وألجم لساني، وأطلق لعيني التأمل فيما يجري، ولعلي حين أصمت أطيل الصمت، فلا شيء يجدي بعد الفقد! لا شيء يجدي سوى نفس عميق
شريك الحياة القادم ..
أتمنى أن تصلك رسالتي وأن تقرأها بصدر رحب، فما هي إلا كلمات مودة وقرب، لربما تجد في عقلك وقلبك موضعاً عميقاً للفهم، ولربما تحتاج إلى المزيد من الشرح فأتبعها برسالة أخرى .. وحتى ذلك الوقت
دمت بود
ميادة
![]()
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع 'ألوان للثقافة والفنون' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
اختر هنا لادخال التعليق |